Sunday 3 August 2008

عجأة باللبنانى

فى طريقى للقاهرة لتمضية بعض الوقت فى الزحام....زحام القاهرة هو الحل الأمثل ..أنا لا أحتاج للهدوء أنا أحتاج للزحام ...للضجيج الذى لا أجد له تعبيرا مناسبا سوى كلمة (العجأة) باللبنانى و التى لا و لن تجدها فى مكان آخر سوى القاهرة

تلك (العجأة) التى تسيطر على كل خلية فى عقلك فتجبرك على ألا تفكر بأى شئ سوى أنك بأفكارك و بكل ما تحمل فوق كتفيك لست سوى أحدهم

استقللت قطار السادسة...أحب أن أرى القاهرة وقت الغروب...أعشقها فى هذا الوقت...حينها يبدأ الزحام الهادئ الذى يتكفل بى و يعمل على تذويب همومى كما تذوب قطعة الثلج على سطح ساخن....بهدوء سريع و ثبات

يجلس على الجانب الآخر من القطار أحدهم و الذى يعتبر أن من حقه الطبيعى أن أجد أنفه مدسوسة فى كل ما أفعله...قرأت..أنفه معى...أدون...أنفه معى...أتسلى بمراقبة الطريق...أنفه تراقب معى...أنظر له نظرة مضمونها أن أنفك ليس من حقها التجول بعيدا عن وجهك...فيكتفى وقتها بقزقزة اللب مع الجالس بجانبه و يتبادلان حديثا ما...أرجح أنه حتما يدور عن غلاء المعيشة...أو كيف أن أبا زينهم صديق أحدهم لم يبتع (موبايل) حتى الآن ليعلق الآخر بأن أم العيال تستطيع الآن أن تجلبه من قفاه حتى و ان كان فى دورة المياه....و كله بالموبايل

أحاول أن أجد سببا مقنعا لحالتى العامة المتأرجحة منذ فترة بين الكثير من الأفكار و المزيد من الندم على أشياء أعرف جيدا أننى لم أقم بها و أجد كل هذا ممتزجا مع ذاك الحنين لشئ لا أدرى كنهه فلا أجد أمامى سواها...القاهرة الآن...بالتحديد العجأة الآن هى حلى الأمثل


و لنا حديث آخر أرجوه قريبا