Thursday 16 October 2008

ابـــن النــــــاظـــر

أمسية الخميس....نهاية الأسبوع..و كما تجرى العادة لا شئ جديد أفعله سوى أن أجلس على كرسىّ المفضل و أسترجع أحداث الأسبوع الطويل المرهق الذى ان راجعت أحداثه جيدا سأكتشف أننى لم أكن مشغولة اطلاقا و لكن شعور ضيق الوقت والانشغال كان يلاحقنى بصورة مستمرة
بعدها بقليل تجدنى فى الشرفة أحتسى أى شئ أسود (بمعنى آخر أى شئ يحتوى الكافيين ضمن مكوناته الأساسية) لا شئ يعطينى وضوح لمعالم الأشياء مثل الكافيين...

أتجول فى الشقة من هذه الغرفة لتلك...لأستقر فى النهاية أمام التلفاز..ليبدأ بعدها المرح ...سيدة بدينة تقوم بتحريك(كرشها) يمنة و يسرة فى حركات مبتذلة يمكن أن نشبهها برقصة فيل الماموث أثناء موسم التزاوج لأكتشف بعد دقيقتين من ذاك الفاصل المنقرض...أن المدام أو الآنسة من شمال روسيا و تعشق الرقص الشرقى...و تعتبره فن صعب التعلم كما أنه يصقل الشخصية...الى جانب أنها تحلم بأن تكون بطلة برنامج هزى يا نواعم لهذا الموسم....ضغط دمى المنخفض بطبيعته يبدأ بالارتفاع و يخرج عقلى من أذناى فى حركة شبيهة بأفلام الرسوم المتحركة ليستنشق بعض الهواء.. تجحظ عيناى للخارج تعبيرا عن احتجاجهما لحجم الأذى المادى و المعنوى الذى سببته لهما

برنامج سخيف يحلل سيكولوجية الأب الذى قتل زوجته و ابنته ثم مات منتحرا...تجد الاندهاش يعلو وجوه المحليلين النفسيين و هم يضيفون.."ليــــــه ينتحر؟؟؟...كل مشكلة و ليها حل"...ثم تجد الترهات المعتادة عن السيكولوجية المضطربة و الجهل السائد و خط الفقر و الحكومة وانفلونزا الطيور

نشرة الأخبار و مذيع متأنق يبدو عليه أنه لم يذق فى حياته أبدا الفول أو العيش البلدى ...تجده يحدث المواطنين الطبيعين عن أزمة البورصة و تأثيرها على مستوى الفرد الاقتصادى فى مصر...هئ هئ...طيب البورصة و هنعديها...مستوى اقتصادى ايه بس يا عمنا؟؟؟

فى قناة ما مستضيفين الممثل الفلانى بيسألوه عن آخر أعماله فى شهر رمضان...

شخص ما يتحدث عن قناعته بأن مصر تتحرك للأمام و أن ما نواجهه الآن ليس الا بعض الصعاب البسيطة التى تحاول قلة قليلة مندسة تضخيمها....حيث كده بقا أنا و كتير عايزين اعدام بالبلغ فى ميدان عام

تكريم الدكتور مصطفى السيد فى أمريكا بلد العلم و العلماء بحصوله على أرفع وسام امريكى فى العلوم لاكتشافه كيفية شفاء سرطان الجلد بنسبة 100%...كان فى استقبال سيادته سيادة الدكتور هانى الناظر....والله ده كان نص الخبر بالحرف...ليطل علينا ابن الناظر ليؤكد على أهمية البحث العلمى و ينخرط فى حديث طويل عريض عن تشجيع مصر للعالم فى بلاد الغربة و انها كانت سبب انطلاقته لأمريكا لما بعتته فى بعثة و التكريم ده أقل واجب نعمله للدكتور اللى مشرفنا و يشكر أمريكا على مجهوداتها...و يذهب ليحتفى بالعالم الجليل فى انتركونتيننتال سيتى ستارز

أنهى هذه الأمسية الرائعة و انا ساخطة على كل لحظة أمضيتها و أنا أحطم اعصابى أمام ذاك الشئ...فعلا ده كتيــــر والله

Sunday 12 October 2008

شئ مـــــــــــــا


لا تفتقد ما أدمنته الا وقتما تحاول الاقلاع عنه للأبد.... هذا أمر مفروغ منه...الأوهام..الضلالات...يصبح كل شئ بصورة أو بأخرى يعمل ضد ارادتك كى لا تقلع عما أدمنته!!
لنكن صادقين...أنت لا تقلع عن شئ ما...أنت تقتلع جزءا من روحك...من تكوينك...لنكن صرحاء..النتائج غير مضمونة...بل نستطيع أن نؤكد لك أنك ستفقد شيئا ما...بل و يمكن أن تفقد أنت أثناء العملية

أحيانا تجد أن ما يحركك ليس سببا وجيها و انما هى الحاجة لعمل شئ ما....و وقتها لن يهم ما هو هذا الشئ ما...كل ما يهم هو أن تفعل شيئا و كفى

جميعنا نبحث عن شئ ما يجعلنا نحن....لا يجعلنا آخر

تعرفه؟؟!!....ذاك الشعور القاتل بأن هناك العديد من اللحظات القادمة فى حياتك التى تعلم أنك فى أحدها لن تصادف صلاح جاهين و تجلس معه على أحد تلك المقاهى القديمة تحتسيان الشاى بالنعناع و ترى العالم بعينيه و لو لنصف ساعة...لن تجلس مع جيفارا بربوه المزمن و تصغى الى آرائه فى الحياة و الشرف و النضال و الهدف والحب و الحرب و الكرامة....لن ترى بلاد العالم واحدة واحدة و جل ما تحمله على ظهرك حقيبة صغيرة فيها احتياجاتك البسيطة...لن تقف على قمة جبل افرست و تشعر للحظة بشئ ما يتسلل بين ضلوعك
......

ما الغرض من هذه الكلمات؟؟..ما معناها؟؟...سؤال ما تزال اجابته غير واضحة فى ذهنى بعد...لنطلق عليها فقط الحاجة لعمل شئ ما


!!!!!!!!!

Wednesday 1 October 2008

العيد السنة دى

الساعة الخامسة و النصف صباحا ...تجدنى متنبهة قبل الصلاة بساعة على الأقل...أحدق فى السقف و أستمع الى التكبيرات مختلطة بأصوات أمى و أبى المتضاحكة...أعلم أن أبى الآن يقص على أمى ما كان يفعله من مقالب و هو صغير صبيحة العيد...لأكن صادقة لا أحد منا يمل سماع نفس القصص حتى و لو للمرة المليون
عادة عندى أن أظل فى سريرى متظاهرة بالنوم حتى أسمع صوت خطوات
أبى متجه الى غرفتنا لأسمع بعدها ندائه المعهود "يا بنات..اصحوا يالا باقى ربع ساعة على الصلاة"..تجدنى أتمتم فى سرى تانى يا بابا دايما كده تصحينا متأخر...و يبدأ الجنون

اوعى يا بت أنا اللى هدخل الحمام الأول كل مرة تدخلى تنامي لنا جوه و نتأخر على الصلاة......لااااااااااااء...ده دورى أنتى دخلتى الأول العيد اللى فات..أقف مذهولة...العيد اللى فات؟؟...و هـــــــوب فى ثوانى ألاقيها فى الحمام...آه يا نصابة..أنتظر دورى فى الحمام لأكتشف أن الساعة أصبحت السادسة و عشر دقائق....عاااااا...ده الصلاة بعد خمس دقايق..أمى دوما هى آخر من يتوضأ قبل الصلاة...و برغم كده تلاقيها دايما تلحق الصلاة قبل الاقامة...و احنا نقعد نلف ورا بعض....دايما تقول لى أنا وقتى فيه بركة

..أتوضأ..أرتدى ملابسى على عجل و أنا أتعثر فى كل شئ يقابلنى...الشماعة...شباك السرير...الدولاب...كل ده و أختى واقفة على الباب بعد ما لبست و خلصت كل حاجة...يـــــالا بسرعة....يالا انجزى....يالا اتأخرنا.....و أنا فى سرى آه يـــــا.....والله لو ما كان عيد كنت لفيت وراكى الشقة كلها بالشبشب.. قطتينى تتعجبا..علام يهرولان على الصبح كده...ده بدل ما يحطولنا سمك؟؟..عالم فاضية

أخرج من الغرفة لأجد أبى بابتسامة على الباب ليعطى كل منا شيئا ما لنأكله على عجل قبل الصلاة...كل سنة و أنتو طيبين يا ولاد...و أنت طيب يا بابا...أطبع قبلة سريعة على خده ثم أكمل بعدها مسلسل التعثر على كل درجات السلم لأجد نفسى فى الشارع... دوما لا أسترد هدوئى الا بعد الصلاة...دوما ما قبل الصلاة تجدنى مشوشة الفكر كمذياع بدون هوائى

أبدأ بتهنئة أختى أولا ثم أمى ثم أبى...لأجد أن أول مكالمة كالعادة ...أخويا...دايما ليلة العيد فى الشارع ..يصلى العيد و يفضل شوية مع صحابه و يجى....ازيك يا بت...كل سنة و أنتى طيبة..و يارب دايما مغلسين على بعض...ابتسامة عريضة تتسع لتشمل وجهى كله...و أتمتم فى سرى ربنا يخلينا لبعض


اللهم تقبل منا رمضان و كل سنة و أنتو بألف خير