Friday 28 October 2011

حكاية هبــــــة

أكثر الرجال حماقة هو من يترك ورقة بأهمية ورقة كهذه سهوا فى جيب سترته...يمكن أن تمر هذه الحماقة مر الكرام فى أى يوم آخر غير يوم التنظيف أو الغسيل

لتفهموا كل شئ دعونى أقص عليكم الحكاية بأكملها....الحكاية اليوم حكاية هبـــــة

اليوم هو الإثنين...توقظ أنغام يانّى الأنيقة هبة من نومها المضطرب...آلام القرحة المعدية تجعل الحياة مستحيلة...فما بالك بآلام قرحة يستحيل معها تناول دواء يخفف من حدتها قليلا بسبب أن هناك جنينا يحاول أن يبدأ حياته فى أحشائك

تتصل بأحد زملائها فى العمل لتعتذر عن حضورها اليوم بسبب قرحتها اللعينة....و تذهب لتعد إفطارا على عجل لزوجها النائم..توقظه فى كلمات مقتضبة يغلفها حنان واضح

يستيقظ زوجها سريعا على غير العادة ثم يفطر و قبلما يغادر إلى عمله يسألها أن تبعث ببعض من ستراته إلى محل التنظيف الجاف....يقف قليلا على الباب يحاول أن يتذكر شيئا ثم يبتسم إليها فى مرح و يمضى إلى حيث هو ذاهب

اليوم مساءا عليها أن تخبر رامز -زوجها- بأنها تحمل طفله.....ستمضى اليوم محاولة أن تتخيل تقاسيم وجهه حين تخبره...هو ليس متملصا من مسئولياته كباقى الرجال...لابد أن لحظة كهذه ستكون واحدة من أسعد لحظات حياته...إنها بداية فصل آخر كما يقول الأمريكيون

تقرر أنها ستزجى وقت اليوم الطويل بتنظيف الشقة لذا كل ما عليها فعله هو أن تتصل بأم محمود لتأتى تساعدها على إنهاء الأمر سريعا

اللعنة على القرحة....تقولها لنفسها و هى تنتظر رد أم محمود على هاتفها المحمول...تتفق معها على أن تأتى بعد ساعة أو أقل...و تهم بعدها إلى المطبخ لتبحث عن علبة اللبن الرايب....تمسك بكوب اللبن البارد بين راحتيها و قد غمرها شعور فورى بالتحسن بدون حتى أن تجرع منه جرعة واحده

كلها أسبوعين و يبقى عندك شهرين و آخد الزانتاك براحتى - تحادث ذاك المتناهى الصغر القابع فى أحشائها-.....تفتكر يا واد...آه أنا حاسه إنك ولد...تفتكر يا واد أبوك هيعمل إيه لما يعرف إن كلها 7 شهور و تشرف؟؟!

صوت جرس الباب يقطع حبائل أفكارها ...لابد أنها أم محمود قد جاءت حاملة معها أشنع كم ممكن من الشكاوى...غلاء الأسعار...صفاقة محمود....النقرص....زوجها المتكاسل

تلثمها أم محمود فى حرارة مخيفة ثم تخلع جلبابها فى ثوان لتجدها بملابس التنظيف....فى صمت تتجه إلى المطبخ لتحمل أدوات التنظيف ثم تتجه بعدها إلى غرفة النوم و تتبعها هبة

فى غمار التنظيف تنسى تماما آلام القرحة و كوب اللبن الرايب الذى لم تتناول منه جرعة واحدة....تتذكر سترات رامز التى يجب أن تبعث بها إلى التنظيف...تفرغ جيوبها على عجل....أقلام....مفتاح...أقراص نعناع....سيجارة...خطاب من معمل تحاليل...أوراق عملة

ينتابها بعض القلق حين ترى خطاب معمل التحاليل....فهى لا تريد أن تنكشف مفاجأتها الصغيرة إلا بإرادتها...تفتح الخطاب بإبتسامة على ركن فمها الأيسر لتقرأ الآتى

+Ve for Treponema pallidum 

سيفاليس؟؟!!!.....سيفاليس إزاى يعنى؟!؟......تعيد النظر إلى أعلى الورقة لتتأكد من الإسم ...تجد أن صاحب التحليل هو رامز
إبراهيم الهلباوى...تاريخ التحليل منذ ثلاثة أسابيع مضت....تحاول أن تقنع نفسها بأن خلفيتها الطبية قد خانتها و تذهب إلى الآى باد لتتأكد من الأمر على جوجل.....هى يمكن أن تخطئ....لكن جوجل لا يخطئ

الأمر صحيح....رامز مصاب بالزهرى....ولكن كيف؟؟....الأمر لا يحتاج لعبقرى...بل يحتاج إلى طفل فى العاشرة من عمره تنسى أمه أن تضع بعضا من الرقابة الأبوية على البرامج التى يشاهدها على التلفاز

الوغد إذا يمارس نشاطات خارج المنهج كما يصيغها الأميريكيون

مالك متصلبة كده ليه يا ست هبة زى ما تكونى شفتى بسم الله الرحمن الرحيم؟؟!...يأتيها صوت أم محمود من مكان بعيد
هاااه؟؟....لا ده الشباك جايب سقعة بس....إقفليه يا هناء و هاتيلى ورقة و قلم من قوضة المكتب

لطالما وصفتها أمها بالمتردده.....هى بالفعل متردده....عصبية....و بلهاء بعض الشئ.....لكن ليس هذه المرة

تخط أشياء عده على الورقة منها
3 أمبولات بنسيللين
3 سرنجات
علبة ميزوتاك
محلول رنجر
كانيولا

هناء هاتيلى الحاجات دى و النبى من الصيدلية باينى داخلة على دور برد
هناء: عنيا الإتنين...ربنا يشفيكى و يطمنّا عنك...إلا قوليلى مفيش حاجة جايه فى السكة تفرحنا؟؟
هبــة - بإبتسامة مريرة- : قولى يا رب.....إنجزى بقا
هناء: هوا

تعود هناء سريعا لتجد هبة جالسة على طاولة المطبخ و أمامها كوب اللبن الرايب إياه

هناء: إتفضلى يا ست هبة...بالشفا إن شاء الله
هبـة: يالا روحى انتى بقا يا هناء
هناء : بس لسه فاضل الحمام
هبــة: سيبيهولى ده....روحى انتى بس لعيالك
هناء: طيب ...سلامو عليكو

تدخل الكانيولا فى أحد أوردتها الظاهرة و تترك الرينجر يقطر فى عروقها ليعوضها عن الدماء التى ستفقدها بفعل الميزوتاك.....تخلط أمبولا من البنسيللين على المحلول لتتخلص من بكتريا الزهرى التى تعثو فسادا الآن فى دمائها و رحمها
.....تختتم الأمر بقرصين من الميزوتاك لتنتهى من حملها و من آلام قرحتها دفعة واحدة....تعرف جيدا أنها ستحزم أمتعتها 
حينما تنفذ زجاجة المحلول و ستذهب إلى أحد فنادق بحرى فى الإسكندرية لتكتب نهاية مناسبة لذلك الفصل المؤلم من حكايتها.....لن تنهك عقلها بالبحث عن مبررات لما فعل و لن تنهك روحها بإنتظار إعتذار ما يجعلها تزداد أسفا...ستكتفى بترك جراحها مكشوفة لهواء الإسكندرية المالح ليعنى بها جيد

Sunday 16 October 2011

3

استيقظت اليوم أعانى من ثلاثة أشياء

ألم مبهم فى إصبع قدمى
أفكار سوداوية
حموضة قاتلة


استيقظت اليوم أحمد الله على ثلاثة أشياء

أن تلك الأفكار السوداء ليست أسود ما يكون
أن أمى و أبى ما زالا هنا
أن الفرصة ما زالت سانحة لفعل ما أريد

طلبت اليوم من الله ثلاثة أشياء

أن يحفظ شقيقتى و يرزقها النجاح فى سعيها
أن يعيننى على القادم
ألا يبعدنى عن رحابه

فعلت اليوم ثلاثة أشياء


قمت بزيارة أحد أصدقائى القدامى
أنهيت بعض ترتيبات زفاف أحد أصدقائى
تعلمت شيئا جديدا


قبلما أنام اليوم يجب أن أفعل ثلاثة أشياء

آكل شيئا ما و أتبعه بكوب من الشاى
أستذكر شيئا
أقرأ ما تيسر من القرآن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة على جنب

يا مهون....حمزه نمرة

ما اعرفش صوت شخص ينفع يوصف بالملاحة و لا لأ.....بغض النظر صوت حمزه نمرة مليـــح جدا