Wednesday 24 April 2013

بوست يبدو كئيب..لكنه مش كئيب

الست فيروز بتدندن حاجة فى ودنى بصوت واطى جدا...صوتها المرة دى إلى جانب شعور الراحة المعتاد اللى مديهولى محسسنى بالزعل شويتين تلاتة أربعة.

مَجّ و بالطو أبيض مقاس ميديام..ورق..شهادة تخرج و مسوغات تعيين و 366 جنية مستحقاتى المالية عن آخر أيام شغل..شعور عام بإنى بألفع فوق كتافى شنطة سفر أكبر منى و أنا بوسوس لنفسى كالعادة ب"لأ...مكاننا مش هنا..يالاّ نمشى"...ما أعرفش حقيقى بس يمكن اللى مصدقاه حاليا إنى مش تايهة..أنا بس لسه ما وصلتش...و لأول مرة مش مستعجلة زى عوايدى على الوصول


Friday 19 April 2013

صـــرع

مصباح النيون يلفظ أنفاسه الأخيرة خالقا ما يشبه أجواء الملاهى الليلة.

محصلة الطاقة التى تحويها عضلاته صفر.

ينهض من سريره  فى تثاقل...يحك مؤخرته بينما يلوك شيئا ما فى فمه لا يعرف ما الذى أتى به إلى داخله...لو لم ينجح فى إطفاء المصباح فى الوقت المناسب لتحولت حياته إلى جحيم

آه!....الظلام أخيرا. دقائق و ستقتنع البؤرة القابعة فى أحد أجزاء دماغه بأنه لا داعى لنوبة أخرى...فنوبة واحدة يوميا أكثر من كافية

جائع!...حزين!...مرهق...

فى لحظات كهذه لا يكفيه العالم بمن عليه...فى لحظات كهذه لا تكفيه هى بابتسامتها التى تشطر قلبه نصفين متساويين تماما..هى التى لم و لن يحصل عليها بالرغم من عاديتها المفرطة...دوما كانت أبعد مما ينبغى و لا يعرف لهذا سببا مقنعا

هاتفه يعاود الرنين للمرة السابعة فى أقل من ساعة......

إضاءة هاتفه المحمول تجعل إضاءة النيون المحتضرة أشبه بحلم جميل....يسب هاتفه ثم يغلقه تماما ليتخلص من إزعاجه و يتحسس الطاولة المجاورة لسريره بحثا عن شمعة و عود من الثقاب

بقعة ضوء خجول تبدأ فى إنارة الموجودات حوله ليحييها هو ب"أهو كده...تسلم يا أبو الأداهيم"....تطلق معدته تحذير آخر فى إستجداء فيصطحب شمعته إلى المطبخ لينقب عن شئ ما يسكتها به

السابعة مساءا و لم يتناول دوائه بعد...ربما لهذا فقدت البؤرة الصرعية فى رأسه صوابها و أخذت تعبث بها كما تشاء...الطريق إلى قابس النور بدا له طويل و مرهق لذا آثر أن يبحث فى الخزانة على غير هدى حتى يجد علبة الدواء هنا أو هناك.حبتان ثم بعض الماء.. و قطعة شيكولاتة صغيرة على سبيل الغذاء

يبدو النوم أقرب نشاط لقلبه الآن...يجر قدميه حتى السرير ثم يضع شيئا ما لفيروز فى الكاسيت العتيق و يترك الشمعة بجوار السرير على سبيل الحرص ثم يرتمى عليه ليذهب فى سباته الذى لم يتدلل عليه طويلا

الثامنة إلا ربع !....لم تقاوم الشمعة طويلا إغراء أن تتشبث بملاءة الفراش لتعطى أدهم نوما أعمق و خال تماما من نوبات الصرع




Saturday 13 April 2013

قصة أقصر من اللازم...

تعقد يديها على صدرها فى توتر غير واضح للعين.مقهى راقى كهذا يوترها...كثيرا.

يوترها بالرغم من أنها تعلم جيدا أن معظم العاملين به أشد بؤسا من أسماك بحيرات أدغال افريقيا وقت الجفاف...منذ عشر سنوات ربما أو ما يزيد لم تكن لتجسر على أكثر من أن تلمح هذا المكان بطرف عينيها أثناء مضيها فى الطريق.لمحة واحدة فقط و تتأكد بعدها جيدا من أحدا لم يلحظها.

-تحت أمرك يا فندم...نبرة مهذبة تسللت إلى أذنيها شبه المغلقتين

لقد حان دورها إذا

-آااا..شيكولاتة بيضا سكر مظبوط و سلايس تشوكلت كيك لو سمحت

 يهز الشاب رأسه فى رقى مفتعل بينما تحكم هى لف معطفها حول جسدها فى حركة لا إرادية لتعاود الغرق فى رأسها من جديد

لحظات قبل أن تدرك أنها تقف فى طريق صف طويل قليلا من مرتادى المقهى فتنتحى جانبا فى حرج لتزجى وقتها فى تأمل شئ ما يبدو مهما على هاتفها المحمول

-تارت تشوكلت كيك لو سمحت

هذا الصوت ليس بالغريب أبدا..صوت يقتحم ممرات أذنها فى جدية نحو الذاكرة و لا شئ سواها..ترفع عينيها فى ثبات عالمة جيدا ما ستلاقيه

هو: أهى دى صدفة حلوة جدا مثلا
بنصف موافقة يتحرك فكها أخيرا مخرجا مقطع واحد من الكلمات بدا لها فاشلا حد الضحك: طبعا

فى لعثمة اقتحمها سعال عصبى: فينك فى الدنيا دلوقتى يا نهال؟
-سمسارة فى الشركة اللى فوق الكافيه على طول...مهمة شويه فى المكان..بس مش أوى يعنى
هو: تستاهلى بصراحة
هى: انت كمان
هو: أنا كمان؟..أستاهل إيه بقا!؟
هى:هاه!؟

"يتدخل الشاب فى أدب مفتعل..."الاوردرات يا فندم

يبلل شفته السفلى ثم يردف: التارت للولاد..أصلهم توأم و النهارده عيد ميلادهم
تلتقط الكوب متحاشية النظر لعينيه و تحرص على أن يخرج صوتها مبتسما بربنا يخلّى

يرافقها إلى الباب ليجدا أن حدة الأمطار قد إزدادت قليلا و ليجد هو أن زوجته قد غادرت السيارة و وقفت لتلهو قليلا تحت الأمطار...تتوقف حينما تراهما و تتجه نحوه فى إبتسامة واسعة متسائلة

الزوجة: مش تعرفنا يا ابنى!؟؟
هو: دى نهال يا أسما...نهال صديقة من أيام الجامعة
تتدخل نهال: تشرفنا يا مدام أسما....بتحبى المطر و الشتا زى حالاتى...تتبع جملتها بابتسامة هادئة فى إتجاه على

يرتعش جفن على الأيسر قليلا و يغطى وجهه بابتسامة إجتماعية متكلفة

أسما: جدا جدا...على دايما يقولّى إنى بفكره بواحد صاحبه كان بيحب التنطيط فى المطر...جنان بقا تقولى إيه ..فرصة سعيدة يا نهال

-طيب..عن إذنكوا أنا عشان معاد راحتى خلص و لازم أرجع الشغل ..كل سنة و الولاد طيبين

تلقى كلماتها و تغادرهم مسرعة و هى تعلم جيدا أن شتاء على هذا العام لن يكون سهلا...مصادفة الأيام العابثة كانت أشهى كثيرا من طعم الشيكولاتة البيضاء فى فمها. أن تعلم أن أشتية على بعدما تركها لم تكن سهلة لهو أمر مريح..هو فى الحقيقة أمر أكثر من مريح.