Friday 7 February 2014

اشتباكات ليلية

قطى سيموت.. أعرف هذا جيدا. العيون الزجاجية الواسعة التى لا ترى شيئا، صوته الضعيف، شعره المتساقط و استكانته الموجعة للقلب بين ذراعى لا تعنى سوى أنه تبقت له أيام إن لم تكن ساعات

ألفت الفقد و اعتدته، صار جزء من روتينى.. صرت أتقبله بشكل أفضل قليلا.. أو هكذا أعتقد

هر جميل هو.. و لا يستحق كل هذا المرض و كل هذا الإرهاق

اليوم زرت صديق قديم كانت زيارته مؤجلة لما يقرب العام أو أكثر. منذ تعرفت على تلك المكتبة الهادئة فى ذلك الحى المظلم الربع راقى الذى يقبع فى آخر مدينتى

عم فوزى تقدم فى العمر كثيرا. لمحته يجلس جلسته التى تبدو مريحة جدا أمام الكشك، قرارى كان سريعا. طلبت من سائق التاكسى التوقف. ارتباك مقابلتى لصديق قديم كان سيتسبب فى قتلى مرتين أثناء عبورى للطريق

يقابلنى الرجل بابتسامته المريحة و الكشك الصغير شبه الفارغ. ملامح وجهه تعاتب لكن نبرة صوته تحمل الكثير من الود. فقد المكان الكثير من رونقه و الكثير من كتبه و القليل من سحره.. أثرثر معه فى اللاشىء قليلا. أسأله عن أحواله و يفعل المثل.. يسألنى عن قراءاتى و أفعل المثل. أنتقى بعض الكتب و بعض مجلات ميكى المصورة ثم أنقده الجنيهات القليلة التى طلبها و أطلب منه بعض كتب أعلم أنها لن تأتى ثم أودعه و أمضى إلى المنزل

حالتى النفسية متعادلة و تنتظر أقرب مؤثر سلبى لتعود سيئة كما كانت

أسير وحدى قليلا.. للسير وحدك فائدتين، لا أحاديث ثقيلة ستجد نفسك مجبرا للاسترسال فيها و ليس عليك أن تقلق بشأن من يسير بجوارك. اقلق فقط بشأن جسدك أو لا تفعل و سيبها على الله

أقرأ قليل .. أنام كثيرا .. أستيقظ صباحا خمولة جدا و منهكة.. لن أذهب للعمل اليوم ..سأمضى اليوم فى السرير ربما

تنتشلنى مكالمة من صديقتى المقربة من أعماق النومة السابعة لتحثنى على الخروج من أسفل الأغطية كى نخرج سويا قليلا، تنجح المكالمة فى جعلى أقفز فى سويت شيرت مريح و كوتشى لأجد نفسى بعدها فى الشارع فى أقل من ساعة

نهرب من الواقع قليلا بفيلم سينمائى. الآن فقط أفهم لم أمتلك معارف مخبولون تماما بالسينما و يمضون الساعات فى مشاهدة فيلم تلو الآخر. البؤساء يهربون بادمان رخيص و مسلى و غير معترف به

يمضى الوقت ما بين مناقشات هزلية يتخللها الكثير من البؤس الجاد و يقطعها صمت أشد بؤسا لنغلق الحلقة بالمزيد من المناقشات الهزلية

أعود إلى منزلى من جديد فى حال جيد. أمضى الوقت مع أمى و أبى ثم أنفرد بكوب شاى و أجد التدوينة تحاول أن تكمل نفسها بنفسها، الكتابة صارت تتدلل أكثر من أى وقت و أنا أحتاج إليها الآن أكثر مما مضى. فقط أرجو منك يا رب ألا يكون مخزونى من الحكايات قد نضب

أصطحب كتاب رعب هزلى ما إلى سريرى و أنا أكرر على مسامعى بصوت عالى كى لا أنسى "عشان الكتب بتفضل و الناس و كل حاجة تانيه بتمشى"