Thursday 11 February 2010

من وجهة نظر بشرية


أفتح الثلاجة...أحك رأسى فى خمول و أعطى نفسى فرصة لأتأمل محتوياتها للحظات...آخذ طبق الفراولة ثم أقرر أنه سيصبح عصيرا..أنتقى بضع ثمرات منه تصلح لعمل عصير..تصادفنى اثنتين قد نما عليهما فطر أبيض..مممم...لا يبدو خبيث المظهر الى هذا الحد..أطوحهما فى الخلاط و أنهى عمل العصير ثم أصب لنفسى كوبا كبيرا و أقرر أننى سأكتب شيئا ما..أعتقد أن الخلاط قد خلط جزءا لا بأس به من أفكارى مع العصير...أنظر للكوب فأجد حشرة صغيرة لا أدرى ماهيتها قد وقفت ببراعة على سطع العصير ترتشف منه بضع قطرات..أتجاهلها و أعود لأكمل الكتابة..بعد دقائق تحين منى نظرة الى الكوب فأجدها تتسلقه فى اصرار بطئ -مثير للاعجاب- حتى وصت للحافة ثم طارت...أرفع الكوب لأجرع منه جرعة...رائحته لا تبدو رائعة...و لكنى لن أمنح نفسى ترف الانقراف لأن طعمه لا يختلف عليه اثنان

لا أخفى عليكم أننى لا أملك سوى خاطرا واحدا أصبح يجول فى فكرى بحرية تامة...كل شئ خلق موجود لسبب..كل شخص ما زال حيا اذا فهو حى لسبب..الأشياء لا تحدث عبثا...من المنطقى أنها تحدث لسبب واضح قد نغفل عنه أحيانا..فهناك مثلا من يولدون بأجساد سليمة لا تشوبها علل...و هناك من يولدون بعلة و اضحة للعين يوصمون بها من يوم ميلادهم..و هناك من يكتشف علة أو اثنين فى طريق حياته...لا يقودنى هذا الخاطر الا لحقيقة واحدة...أن الخالق عليم خبير....و بالطبع غنى عن الذكر أن تلك العلة ان دلت على شئ فهى لا تدل على خلل الصنعة أو خطأ الصانع و قله اتقانه -معاذ الله-....انما هى تدل على شئ واحد أن الخلل مقصود و موجود لسبب ما....فسبحان المتقن حتى فى الخلل

التضحية عقد ضمنى بين طرفين..أحدهما يعطى الآخر و هو متوقع منه الأفضل..و الطرف الثانى يأخذ كل ما يستطيع الطرف الأول أن يقدمه و هو متوقع أن يبذل الآخر جهدا أفضل ...هى علاقة لا تخلو من انتهازية بشعة من الطرف الثانى....و اهمال للنفس -قد يصل الى حد البلاهة- من الطرف الأول

أبدو كمن خرجت لتوها من عملية حقن بالبوتكس فاشلة..شفاه سفلى منتفخة يكمن فى جانبها (دمل) ضخم غريب المنظر -وخبيثه أيضا-...خطوط تجاعيد سطحية أسفل عينى....وجه مرهق و (مخضوض) كوجه من رأى عفريتا جالس يلتهم بطيخا على بلاط شقتهم

حسنا حسنا....لا أنكر أننى أدين بالعرفان لبعض الأشخاص الذين لم أحبهم فى حياتى...فلقد ساهموا بطريقة أو بأخرى فى بناء شخصيتى..و عقلى و بالتالى طريقة تفكيرى....الذين أحب أن أصدق أنهم لا بأس بهم الى حد معقول

يتململ و ينظر للزجاجة فى رعب....يحملق فى بعينيه الزرقاوين الواسعتين متوسلا....(يبربرش) ثم يوقن أنه لا فائدة من ذلك حينما أحكم يدى عليه.....(ماهو هحطلك قطرة يعنى هحطلك)....يموء فى ضعف و قد أرجع أذنيه للخلف...نقطتان هنا و مثلتيهما هناك....يغلق عينيه و يتنهد فى استسلام ثم يغرق بعدها فى نعاس عميق و هو يصدر صوتا يدل على الرضا......و يقولون أن الحيوانات لا تفهم ..مخطئون الى أبعد مدى

الليل قد انتصف و أصبحنا فى اليوم الجديد....أقع مرة أخرى فى دوامة هو النهار ده ايــــه؟؟!.....أحاول أن أتذكر متى استيقظت من النوم و متى خرجت...فأجدنى أقع فى حيرة أكبر....طيب هو أنا خرجت امبارح و لا اليوم اللى قبله؟؟!!.....الفترات الزمنية بالنسبة لى أصبحت قابلة للمط بشكل لا أفهمه


بدون أى مقدمات من أى نوع....انتهى البوست