Sunday 20 June 2010

معلهشى عشان أمشى

الجو خانق....والرائحة شنيعة.....الوجوه مجهدة و قلقة......جلستى غير مريحة على الاطلاق....و لكنى أقنع نفسى بانها ستؤدى الغرض لأن تغيير نواميس الكلية ليس على لائحة مهامى اليوم....أتسلم الورقة مع ابتسامة على وجه المعيدة....أعلم أنها تتذكرنى....يظل وجهى جامدا و ان شاع عليه شبح ابتسامة....فالذكرى التى تجمعنى بها ليست محببة الى نفسى كثيرا

أتأمل الورقة قليلا....أنطق باسم الرحمن الرحيم..... أكتب اسمى و أتفحص الأسئلة بسرعة ثم أبدأ فى الحل...الامتحان يحمل الكثير من التنطيط على  الطالب....و لكنه و لله الحمد كان سهلا على.....ربما لأن أسلوبى فى المذاكرة غير مألوف الى حد ما.....و لكن مؤكد أن توفيق الله و رأفته بحالى كانت هى الأساس لكل شئ

صوت المؤذن لصلاة الظهر يصدح فى أرجاء المعمل......أسمع صوت دعاء الفتاة الجالسة بجانبى.....أنظر الى الجهة الأخرى فأجد ورقة فتاة أخرى فارغة تماما الا من بضع اجابات كتبت بخط متردد....تنادى المعيدة بصوت مختنق ولكن لبعد المسافة لا تسمعها المعيدة....ربما كذلك لأن الجو لا يشجع أى شخص على فعل أى شئ سوى الجلوس و اللهاث....تنظر لى لتسألنى على استحياء هو الدكتور لما جه صحح ايه فى الصفحة الأخيرة

أخبرها بالتصحيح...فأجد حيرتها تزداد....و يعلو صوت تنفسها ليطغى على صوت تفكيرى.....أنشغل قليلا بالاجابة ثم ألتفت لها لأخبرها باجابة السؤال.....فأنا آخر شئ أريد أن أراه هو انهيار أحدهم بسبب امتحان.....أشعر ببعض تأنيب الضمير لأن الهدف الأساسى من الامتحان هو اختبار معلومات الطالب دون أية اعتبارات أخرى.....أغطى تأنيب الضمير هذا بأن هذه المعلومة يمكن أن تطمئنها قليلا و تدفع عقلها لتذكر ما كانت قد استذكرته من قبل

أجدها بعد قليل تسألنى أن أجيب لها صفحة بأكملها.....و كان تعليلها معلهشى عشان أمشى......أذهل قليلا ...طيب بعد ما أخلص اللى فى ايدى....أفاجأ بها تقول لأ دلوقتى معلهشى

يادى معلهش و سنينها اللى هتودينا فى داهية.....المدهش حقا فى الأمر انها طلبت الاجابات و تهجئتها كذلك

أكتم تعليقاتى التى سأحجبها أيضا عن العرض هنا لأنها من المؤكد مفهومة لكم....و أتعلل بانها كده هتودينى فى ستين داهية

تولى وجهها الى الجانب الآخر لتستنزف أحدا غيرى......لا ألومها حقا.......الخطأ يقع على فى المقام الأول


أنهى الاجابة عن الأسئلة و أخرج من اللجنة......لأنتظر الامتحان الشفهى......انتهى العام الدراسى بالنسبة لى.....كان طويلامرهقا  على الرغم من مروره السريع.....ملئ بالأحداث التى تركت فجوة هنالك بين ضلوعى أنتظر التئامها بفارغ الصبر 

لأول مرة فى حياتى أشعر أننى لا فكرة لدى عما هو قادم......شعور جيد على درجة من السوء كما هى الحياة

Wednesday 9 June 2010

اختلاج عضلى توترى


ها قد قارب شهر يونيو على الانتصاف.....لم أخط شيئا يعبر عنى منذ شهرين تقريبا.....فأنا مشغولة حتى عن نفسى .لن يعرف هذا الشعور الا من مر به و عاشه لفترة ما....لن أطيل الشرح....لأن من يعرفه سيفهمنى حتما....و من لا يعرفه ربما يألفه فى وقت قريب

سألخص الجو العام فى جملتين....أمسية صيفية أخرى....و كوب شاى آخر....أضف لهذا أن كل عضلة فى جسدى ترقص رقصة خاصة بها....يطلق عليه معشر الأطباء اختلاج عضلى توترى...الاسم لا يحمل لى سوى معنا واحدا .عضلاتى قد جنت لأننى لا أمنح نفسى القدر الكافى من الراحة..هى تبدى اعتراضها باختلاجات كمظاهرات مجلس الشعب....-و لكن لا انتباه حقيقى لمن تنادى-.....أذهب لأغسل وجهى و حينما ينزل الماء على يدى يخيل لى أننى أراه لأول مرة....صاف....رقراق.....عذب....يغلف يدى كأنه أمى تربت على يدى و تغلفها بحنوها حينما ترانى مشغولة بعمل شئ ما هنا أو هناك

أتأمل و جهى قليلا فى المرآه....لكم أوحشتنى تلك العفريتة الصغيرة التى كنتها ....عفريتة مشاكسة لا تخشى الابتسام لنفسها فى المرآه مهما أخبرها الجميع أنه خبالا....و لكن على الرغم من كل شئ أجدنى أبتسم لانعكاسى.....لأننى أعلم أننى الآن أقرب اليها من أى وقت مضى

برغم كل ما غزانى من تغيرات و كل ما اعترانى من أفكار فأنا مازلت أنا....ممتنة لهذه الحقيقة و ان ضججت بها أحيانا....ارادتى تدفعنى لأكمل ما بدأت و هذا شئ أحمد الله عليه....عقلى و ان اعتراه بعض التشويش فهو ما زال محتفظا بقدرته على تمييز ما هو حقيقى ملموس و ما هو بعيد تمام البعد عن شبهة الصدق

منهكة....نعم....ما زلت أبحث....نعم.....أحاول الفهم....نعم....مثقلة...لا شك....و لكن امتنانى يطغى فوق كل هذا....فهو كمحارب يعرف ما ينبغى عمله...لم يترك لى سوى بعض الاختلاج العضلى الذى أعرف أنه سيزول مع الوقت.....طال الوقت أم قصر....سأفطن يوما الى حقيقة أنه قد زال