اليوم الثالث على التوالى بأقل عدد ساعات ممكن للنوم...عقلى يعمل بطاقة تشرف على أن تكون كاملة..حالة من الإنشغال الخارجى و الخواء الداخلى
اَنهى يوم طويل إمتد من التاسعة صباحا حتى السادسة مساءا..أبحث عن تاكسى ما فى الأرجاء حتى أجد واحدا..اَلقى بنفسى فى المقعد الخلفى ..أضع سماعات الأذن و أسمح للموسيقى أن تخرس رأسى قليلا فأجد أفكارى تنسل من بين أغانيى المفضلة لتعود و تحتل مكانها فى رأسى من جديد
الشارع فى حالة الفوضى التى إعتاد أن يكون فيها...سائق التاكسى على الدرجة المرجوه من الفظاظة..أنا كذلك فى حالة الفوضى المعتادة التى قلمّا تنتظم و حمزه نمره يحدثنى عن الدنيا التلاهى التى تدور
تتصالح عينى مع فوضى الشارع و آخذ فى تأمل البشر..أجده يسير فى همة و نشاط كأن هناك عمل ما أو شخص ما ينتظره...قميص مهلهل...شعر رأس فى أسوأ حالاته..حافى القدمين...صموت على عكس عادة الملقبين بالمجاذيب..يسير بخطوات أسرع من السيارة التى تقلنى..أتأمل نظرات -عقلاء- الشارع فأجدها أشد خبالا من نظراته...ينظرون له كجرثومة من نوع ما ..نظرة شفقة ممزوجة بهلع لا طائل من ورائه
أتخيله فى ثياب أنظف و حياة أكرم و شعر أقصر قليلا و حذاء و إبتسامة...فتستريح نفسى قليلا...تستريح لأنى أعرف جيدا أن ملابس كل منا تخبئ مجذوبا من نوع ما
التاكسى يقترب من محطة نزولى...تحدثنى نفسى " إيه مش هنتمشى سوا شويه؟"...أجيبها "رجليا هتموتنى"...تعود لتخبرنى"مانتى طول اليوم بتلفى غصب عنك..هتيجى يعنى على ساعة ما يبقى نفسك تتمشى و تتعبى؟" ...أصمت فتكمل "يالا ننزل هنا..يالا يالا" ..أهتف فى السائق طيب أنا هنزل على جنب هنا لو سمحت
تحاول نفسى أن تتجاذب معى أطراف الحديث فأتلهى عنها بالموسيقى...تتفهم فتصمت و نسير سويا حتى البيت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الملحوظة اللى على جنب
التدوينة دى رغى غير محدد الهدف
No comments:
Post a Comment