Friday 1 February 2013

..فــى أمــل

باب المقهى ينفتح ليسمح لنسمات الهواء الصيفية المخنوقة بالدخول...يتركها تداعب وجهه و تنسل إلى عقله لتفتح باب ذكرياته رغما عنه

رائحة الياسمين التى تعلم عقله أن يربط بينها و بين أول فتاة أحبها...يوم وفاة جدته...نتيجة إمتحانات الثانوية العامة...طعم دمائه حين شجت رأسه لأول مرة

يسميه الأطباء إنعكاس شرطى..لكنه لا يعرف هذا و لا يهتم..

عروق يديه تخبره أنه متوتر...دقات قلبه و جفاف ريقه يؤكدان الرسالة

يتأمل ساعته بعينين لا تريان ليتأكد من أن موعده يحين بعد خمس دقائق...يعلق عينيه بباب المقهى..يحتسى قهوته علّه يفيق قليلا

باب المقهى يكشف عن دخولها لتجبر كل النقاشات فى رأسه على الخرس لتبتلع ريقها و توحد صوتها على سؤال واحد...هل سيخبرها بشئ اليوم أم سيجبن كعادته المفضلة؟

تجلس و على وجهها نصف إبتسامة مما يخبره بأنه حتى إن لم يجبن اليوم فإن فرصه ضئيلة للغاية إن لم تكن معدومة

هو: أنا عندى مشكلة
هى ترفع حاجبيها بمعنى أكمل كلامك
هى-موجهة حديثها إلى النادل-:عصير أى حاجة يا على لو سمحت
هو:أنا مش عايز أكمل فى الجبن كتير..أنا عايز أحبك
هى: الكلام ده معناه إنك بتكرهنى و لاّ معناه الحب اللى هوّ
يصمت المقهى حوله بالرغم من صخبه
هو-بعروق توشك على الإنفجار- : اللى هوّ
هى:ما أنكرش إننا مسنودين على بعض بقالنا سنتين أهو
هى-تكمل بإبتسامة رائقة-: و ولا يوم واحد فى السنتين دول خذلتنى
هو:طيب و الكلام ده يعنى؟
هى: يعنى إن فى أمل

تستريح روحه القلقة قليلا و تعود حركة الدماء فى عروقه إلى طبيعتها و تلتقط أذنه صخب المقهى من جديد حينما تضئ إبتسامتها المعوجّة وجهها

No comments: