Saturday 29 November 2008

أنــــــا و أنــــــا بشرطة


جلست معى....أخذت نفسا عميقا...و أخيرا (انفكت عقدة لسانها) كما يقولون....قالت و قد عقدت يديها تحت ذقنها...محاولاتى المستمرة فى انجاح المفاوضات بين أنا و أنا بشرطة...تبوء بالفشل بصورة مثيرة لضحكى شخصيا....و الدليل على ذلك أنه فى كل صباح بمجرد خروجى من السرير تولى كل منهما ظهرها للأخرى و تنهمك فى عمل ما يجب أن يكون مختلفا و مختلفا بتعصب عما تفعله الأخرى

فاذا ابتسمت أنا....عبست أنا بشرطة

اذا أخذت أنا نفسا...تحبس أنا بشرطة انفاسها حتى تكاد تختنق فقط لتتذكر وقتها أن عملها الأساسى هو تنغيص حياة أنا فتزول عنها الزرقة لتبدأ باستعادة أنفاسها رغم أنفها

احداهما تحاول ....والأخرى لا تفكر فى الأمر من الأساس

أنا تتردد....أنا بشرطة حاسمة بشكل مخيف

(احداهما لا تؤمن بالقيود..والأخرى تعتبر قيودها هى وسيلتها الوحيدة فى عيش حياة بلا (مطبات صناعية

(أنا تقول (هتعدى)....أنا بشرطة ردها (فى أحلامك

احداهما تحب أن تفنع نفسها بأنها متفائلة.....والأخرى تعتقد أن التفاءول هو وسيلة الضعفاء فى (تلصيم) الأمور

احداهما تفصح عما بداخلها بدون ندم....والأخرى تغرق فى دوامة مملة من التفكير قبل القول و الفعل..مع أننا اذا نظرنا اليها جيدا سنرى أن من يفكر لا يتكلم....و من يتكلم لا يفكر

(أنا تعتقد أن الحياة صعبة.....أنا بشرطة تعتقد أن أنا هى (اللى مبتفهمش

احداهما ترى ما تريد أن تراه....والأخرى ترى كل شئ و لكن بعينين لا تريان

احداهما غارقة حتى أذنيها فى سخافات الحياة اليومية.......والأخرى غارقة فى سفسطة فلسفية لا طائل منها

احداهما تختر طريقا سلكه آلاف من قبلها ..... والأخرى تخلق طريقا لتسير فيه وحدها

أنا تثق....أنا بشرطة لا تثق فيمن تثق فيهم أنا

احداهما لا تستطيع سماع حديث من حولها لأن شخصياتهم تتحدث بصوت يطغى على صوت كلماتهم....والأخرى تسمع صوتا واحدا و تلغى الآخر بكامل ارادتها


أنظر الى ساعتى بعينين زائغتين.....لأخبرها أننا أنتهينا اليوم....و أننا سنكمل الجلسة القادمة....أستدعى الممرض ليصحبها لغرفتها....أغرق فى ارتباكى من كل ما سمعته منها...فقط لأشعر بأن أحدهم ينظر الى...أجدها ترمقنى بثبات من خلف زجاج الغرفة و قد التمعت عينيها باوقح ابتسامة وحشية رأيتها فى حياتى....هى تعرف جيدا أثر ما ألقته فى نفسى علىّ...يجذبها الممرض من أمام الزجاج فى غلظة ممزوجة ببعض الشفقة لتغيب عن نظرى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Saturday 22 November 2008

عندما هفهفت الجيبة اللبنى

كما هى عادتى كل فين و فين.....تجدنى عند أختى فى القاهرة....توحشنى....أروح أشوفها من غير لف و دوران كتير....كعادتى برضو أبقا واقفة فى محطة المترو براقب اللى حواليا بهدوء ممزوج بمحاولة ألا تشدنى شخصية بعينها فأنسى أن أراقب غيرها....و لشد ما أكره أن يتشتت انتباهى ...يدخل الى المحطة فتاتين للوهلة الأولى طبيعيتان...ربما لأن عادة عدم التركيز الشديد لدى هى ما دفعتنى لأظن ذلك...دفعنى تهامس بعض الشباب من حولهما الى احداهما تحديدا....محجبة هى _من المفترض_ ترتدى تنورة تكشف عن جزء ما من ساقيها ليس بصغير...كعب عالى لا يكف عن التكتكة.....تك تك....الهواء يحرك التنورة يمنة و يسرة....أجد أحد الرجال يحمل ابنه على كتفه جالس الى جانب زوجته....لعاب غير مرئى يتطاير من شدقيه....عيناه تفضحانه بصورة تدفعك الى النظر لتلك الفتاة و حتى و ان لم تكن متابعا للموقف من أوله....الولد يبدأ فى بكاء بنبرة متوسطة......تزجره زوجته بشئ من الملل بجملة على غرار (سكت الواد) فأجده يتمتم (أمرك يا حبيبتى)....يأتى المترو....تك تك....ينظر الى الفتاة و يغيب عن وعيه مرة أخرى....تصعد الى المترو...تزجره زوجته هذه المرة بشئ من العنف (مش هتسكته فى يومك ده؟؟؟!).....مرة أخرى (أمرك يا حبيبتى)....أنظر اليه فيطرق الى الأرض فى خجل ...ترى لضعفه الواضح أمام زوجته أم لعينيه التى لابد و أن يأتى يومها (ليندب فيها رصاصة)...أصعد للمترو فى اللحظة الأخيرة قبل أن يغلق أبوابه


أسرح فى اللاشئ قليلا لأتذكر الموقف الماضى عندما أسمع صوت التكتكة المميزة لتلك الفتاة وهى تهبط مع صديقتها فى محطة سعد زغلول....و أكاد (أبصم بالعشرة أن نفس الموقف السابق سيتكرر فى كل مكان ستطأه قدماها اليوم)...يصعد طفل مع أخته الكبرى....يتقافز فى كل مكان و لأى سبب....ثبت فى مكانه قليلا فحمدت الله لأننى كنت قد بدأت أصاب بالعصاب

يشرع فى قراءة أحد الاعلانات التى تناثرت فى كل مكان على الأرض....علاج العثة....و التى هى بالمناسبة كانت (عته و ليست عثة)و البورص و الذى كان(برص) ضحكت فى سرى... و أخذت أشاهده و هو يقرأ رقم التليفون الذى تحول من رقم يقرأ من اليسار الى رقم يقرأ من اليمين و أحيانا من المنتصف....لتصحح له أخته(آه يا عبيط...يا حبيبى ده بيتقرى من الشمال) ثم نظرت الى و انفجرنا فى الضحك ثم قالت (مدرسة ايه اللى بيروحوها دى و النبى!!)....لأتمتم أنا الأخرى(مدرسة تحت الكوبرى)...تأتى محطتى فأهبط لأتمشى قليلا ....ثم أقابل أختى لنتناول العشاء سويا و أخلد الى النوم لأصارع وحشا يرتدى الكعب العالى و تنورة زرقاء قصيرة و يصر على أن يعطينى رقم
.تليفونه الذى يقرأ من المنتصف


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

!! ملحوظة على جنب:الأحداث حقيقية

Saturday 8 November 2008

قـالـوا

:قال جبران خليل جبران


،ليست حقيقة الانسان بما يظهره لك، بل بما لا يستطيع أن يظهره لك ، لذلك اذا أردت أن تعرفه ،فلا تصغى الى ما يقوله
.بل الى ما لا يقوله



لقيتها فى مدونة فـــى عمق الحياة لآدم المصرى....و أحب أستغل الفرصة دى و أباركله على أمسيته الشعرية الأولى

http://3mkelhyah.blogspot.com/