مرة أخرى أستيقظ منتفخة العينين.......المرة الخمسون بعد المائة هى ربما التى أمسك فيها بنفسى أفكر و أنا نائمة. فانتفاخ العينان و المزاج المشوش لا يعنى سوى أن الحلول التى أوجدتها فى خلال نومى كانت مقلقة أكثر منها مطمئنة. أقفز من السرير و أنا لا أمتلك أية نية لفعل أى شئ ثم أتذكر كم المهام الذى ينتظرنى لآخر اليوم فأدفع فى عروقى بعضا من الصبر الممزوج بأذكار الصباح....أنتعش قليلا ليزول الإنتفاخ أسفل عينى و يزول معه كل قرار اتخذته فى أثناء نومى......إنها أضغاث الأحلام أقولها لنفسى فعلام هى تتنيحة الصباح هذه ؟؟؟...الشاى المعتاد-لابد و أنكم أصبتم بقرحة من كثرة ما قرأتم كلمة شاى هنا- و بعض القراقيش و أجلس لأكتب.....لا جديد هنالك ..كل ما فى الأمر أننى أعيد التفكير مرة بعد مرة فى ذات الخواطر و النتيجة دوما واحدة.
لحظات و أعود...قطتى البائسة على الباب تنشد بعض الاهتمام.....لابد و أن العمال على سطح بيتى قد أرعبوها رعبا لا مثيل له...ها قد عدت.....قطتى ذهبت لتأكل الزهور الاصطناعية التى تملأ كل بيت مصرى....إنها تلك العادة إياها عند كل القطط و التى لم و لن أفهمها هذه و أن يجلسوا على لوحة المفاتيح و أنا أكتب......دوما و أنا أكتب.
هذه تعطيه بونبون.....و هذه تسأله أن يعطيها قبلة....و هذه اسمك ايـــه بقا يا عسول؟؟.....نظر لهن ابن عم حامد فى فتور ممزوج ببعض الدلال و صعد إلى شقتهم موليا إياهن ظهره.....ليحولن هن نظرهن إلى و لسان حالهن يقول كيف سولت لها نفسيتها المريضة أن تقف هكذا بدون أن تحاول استرضائه....أى فتاة تلك التى لا يسيل لعابها عندما ترى طفلا؟!!!!
ربما لسبب مشابه للموقف السابق يتمسك الرجل دوما بأن يظل طفلا....
أريد أن أقول أنه ليس أمرا سيئا أن يعيد الزمن نفسه و أن تعيد الأحداث نفسها.....فأحيانا....أقول أحيانا.....يفلح التكرار فى أن يعلم الحمار.
بــــــس كده