Wednesday 22 February 2012

كيفــك انت

يوم عمل طويل هو....تعود من الخارج بقدمين أشبه بالاسفنج المبلل بالماء....تلقى حملها من الأوراق على الطاولة و تجلس قليلا لتلتقط أنفاسها المتلاحقة..تفرط عقد شعرها الأنيق  و تترك هواء الشتاء البارد يتخلله...تخلع نظارتها ...ثم تتذكر جوعها فتذهب فى تثاقل إلى المطبخ لتعد شيئا تأكله

تتحاشى النظر إلى الصورة المعلقة هناك....ثم تدرك أنه حمق...تقف...تدير وجهها للصوره و تعيد إكتشاف ملامحه....إبتسامته الهادئة ..عيناه الثاقبتان..لم إفترقا؟!...لا تذكر تحديدا..أعوام قد مضت...تتأمل إنعكاس عينيها على عينيه فى زجاج إطار الصورة...جُل ما تذكره أنها كانت العاشقة الأولى لسخافاته....سعاله الذى يفضح تقلب مزاجه...و كذلك ملابسه الغير مهندمة

يقولون أن التفاصيل هى ما يجعلك تقع فى الحب....كذلك يقولون أنها هى ذات السبب الذى يجعلك تقع خارجه...إن جاز التعبير

فيروز ما زالت  تلازمها حتى فى أسوأ الأوقات....تدندن بصوتها الشجى...زعلت بوقتها و ما حللتها...إنه انت...هيدا انت

اللعنة...الثلاجة كعادتها مؤخرا فارغة

تعيد عقص شعرها مرة أخرى...تصدم قدمها مرارا فى كل محتويات الشقة حتى تصل إلى نظارتها...تمضى عشر دقائق فى البحث عن مفاتيح السياره حتى تجدها

المطعم أخيرا....بعد كل هذا الكم من الذكريات صار مستحيلا ألا تلتهم خروفا كاملا ...يجب أن تتيح للدماء فرصة أن تهرب إلى معدتها بعيدا عن عقلها حتى تستريح قليلا...فقط تستريح

بتذكر آخر مره شفتك سنتها؟

صخب...مناسب تماما لكى يذيبها وسطه فلا يشعر بها كائنا من كان

هناك فى وسط المكان بالضبط...يجلس هو و زوجته و طفليه الجميلين...تتسمّر قليلا....تبتسم إبتسامة لن تصدقها ما لم ترها ...تتحول إلى قهقهة خفيضة...تدير ظهرها فى هدوء للنادل الذى جاء يرحب بها فى حفاوه كعادته قائلة معلشى يا حسين مش النهارده بقا

أنا و انت....مالا انت

تنسل سريعا من بين جنبات المطعم إلى الهدوء الغير معهود للشارع....تؤمّن سيارتها...ثم تقرر أنها ستذهب لمنزلها سيرا

قال عم بيقولوا صار عندك ولاد...أنا و الله كنت مفكرتك براه البلاد...شو بدى بالبلاد؟!...الله يخلى الولاد

1 comment:

السحاب الابيض said...

اسلوب جميل وخاصه انى بعشق فيروز