Tuesday 28 August 2012

بوليميـــــا

تأتى قبل موعدها بساعة على الأقل ..تطلب الكثير من الطعام و تنهيه فى زمن قياسى بالنسبة لفتاة فى مثل نحولها...تدفع حسابها ثم تتوجه إلى الحمام لتتقيأ ما أكلته لتوها كعادتها مؤخرا

البوليميا تنهش جسدها تماما كما تعود هو أن ينهش أعصابها

يطل هو من الباب بشعيرات بيضاء عديده غزت رأسه..نظارته الطبية و نصف إبتسامة تزين شفتين يرتعش ركنهما الأيسر فى انفعال..يقترب من طاولتها ليحييها فى عاطفة جاهد أن يظهرها..تحييه فى إنتعاش لحظى تؤمنه لها البوليميا المذمومة بعد كل مرة تقئ فيها

إنتعاشها أخفى تحته الكثير من الترقب الذى خلقه طلبه المفاجئ للقاء بعد قطيعة قاربت على الثلاثة أشهر..قطيعة لم تعرف لها سببا واضحا على الرغم من يقينها بمغزاها

البوليميا تنهش جسدها تماما كما تعود هو أن ينهش بابتسامته الهادئة أعصابها
قاطع أفكارها ببعض السعال المفتعل قصد أن يملأ به كل هذا الفراغ البارد

"عارف إننا ما اتكلمناش بقالنا كتير..و عارف إن كده ما ينفعش"
ترفع هى حاجبيها بمعنى أكمل
"بصى إنتى مش هتفهمينى...عمرك ما فهمتينى...عشان أبقى صريح معاكى أكتر أنا مش فاهم نفسى عشان كده جاى أقولك النهارده إننا مش هينفع نكمل"
هـى:فعلا؟...ما كنتش هعرف إننا منفصلين لو ماكانش النهارده جه...تصدق!؟
هـو:من غير تريأه إسمعينى ...أنا كنت خايف من الوحده بس إكتشفت بعدين إنى بخاف أكتر من القيد...مش عايز حد ياخدنى منى...فاهمة حاجة؟

البوليميا تنهش جسدها تماما كما تعود هو أن ينهش أعصابها


تتولى رأسها إخراج حقائب سخافاته و وضعها مفتوحة أمام عينيها اللتين أصبحتا لا تريان سوى خيال مهزوز يرتدى نظارة..خيال مُصر على إقحامها فى عالمه الذى تستميت فى الخروج منه

تتذكر حديثه عن مواصفات امرأه أحلامه...عقل من نوع ما..مشاعر من نوع ما...قوة تحمل من نوع ما
مواصفاته للجسد النحيل الذى جاهدت كى تصل إليه....تتذكر نحتها لجسدها بالبوليميا حتى أصبحت أقرب لورقة من نوعية رديئة

لا تذكر أنه حدثها يوما عما يمكن أن يقدمه لها...دوما كان يتحدث عما يمكن أن يأخذه منها

هـو:أنا عايز أبقى صريح معاكى...أنا خايف من حاجة بس مش عارف بالظبط هى إيه

البوليميا تنهش جسدها تماما كما ينهش هو أعصابها

تبدأ دموعها فى الإنحدار المنتظم الذى لا يشى بعاطفة معينة تسيطر عليها

يغلبه التأثر قليلا فيغطى يدها بيده فى مواساة واضحة....تضم هى عظام يدها إلى جسدها فى حركة مبرمجة

"ما بدمّعش عشان زعلانة منك و لأّ عليك...إنت مفهوم أكتر مما تتخيل على الأقل بالنسبالى...أنا بس قرفانة من نفسى...زعلانة منها عشان سمحت للسخافة دى تستمر"

هـو: أنا ما حبيتش...
هـى:و أنا ما بقيتش حابّة أسمع تانى إنت بتحب و ما بتحبش إيه...قهوتك على حسابى

تتركه خلفها غارقا فى كوابيسه و ضلالاته التى لا تنتهى متوجهة إلى إحدى المصحات النفسية لتفى بالتزام نحو نفسها طال تأجيله...ستدفنه هو و البوليميا تحت أثقل حجر فى عقلها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة على جنب

الصورة لشكرى منّاع...الحقوق محفوظة ليه و لصاحبة الصورة

2 comments:

أحمد برسي said...
This comment has been removed by the author.
أحمد برسي said...

لو سمحتي عايز اتواصل معاكي يخصوص موضوع البوليميا ضرووووووووري جدا
اتمني انك تكوني شفتي البوست ده يا رب
ده الايميل
david.parsi@hotmail.co.uk
ده الفيس بوك
facebook.com/David.Parsi.IQ
اتمني الرد