Friday 19 April 2013

صـــرع

مصباح النيون يلفظ أنفاسه الأخيرة خالقا ما يشبه أجواء الملاهى الليلة.

محصلة الطاقة التى تحويها عضلاته صفر.

ينهض من سريره  فى تثاقل...يحك مؤخرته بينما يلوك شيئا ما فى فمه لا يعرف ما الذى أتى به إلى داخله...لو لم ينجح فى إطفاء المصباح فى الوقت المناسب لتحولت حياته إلى جحيم

آه!....الظلام أخيرا. دقائق و ستقتنع البؤرة القابعة فى أحد أجزاء دماغه بأنه لا داعى لنوبة أخرى...فنوبة واحدة يوميا أكثر من كافية

جائع!...حزين!...مرهق...

فى لحظات كهذه لا يكفيه العالم بمن عليه...فى لحظات كهذه لا تكفيه هى بابتسامتها التى تشطر قلبه نصفين متساويين تماما..هى التى لم و لن يحصل عليها بالرغم من عاديتها المفرطة...دوما كانت أبعد مما ينبغى و لا يعرف لهذا سببا مقنعا

هاتفه يعاود الرنين للمرة السابعة فى أقل من ساعة......

إضاءة هاتفه المحمول تجعل إضاءة النيون المحتضرة أشبه بحلم جميل....يسب هاتفه ثم يغلقه تماما ليتخلص من إزعاجه و يتحسس الطاولة المجاورة لسريره بحثا عن شمعة و عود من الثقاب

بقعة ضوء خجول تبدأ فى إنارة الموجودات حوله ليحييها هو ب"أهو كده...تسلم يا أبو الأداهيم"....تطلق معدته تحذير آخر فى إستجداء فيصطحب شمعته إلى المطبخ لينقب عن شئ ما يسكتها به

السابعة مساءا و لم يتناول دوائه بعد...ربما لهذا فقدت البؤرة الصرعية فى رأسه صوابها و أخذت تعبث بها كما تشاء...الطريق إلى قابس النور بدا له طويل و مرهق لذا آثر أن يبحث فى الخزانة على غير هدى حتى يجد علبة الدواء هنا أو هناك.حبتان ثم بعض الماء.. و قطعة شيكولاتة صغيرة على سبيل الغذاء

يبدو النوم أقرب نشاط لقلبه الآن...يجر قدميه حتى السرير ثم يضع شيئا ما لفيروز فى الكاسيت العتيق و يترك الشمعة بجوار السرير على سبيل الحرص ثم يرتمى عليه ليذهب فى سباته الذى لم يتدلل عليه طويلا

الثامنة إلا ربع !....لم تقاوم الشمعة طويلا إغراء أن تتشبث بملاءة الفراش لتعطى أدهم نوما أعمق و خال تماما من نوبات الصرع




No comments: