Sunday 25 August 2013

تدوينة 121

ما بعد منتصف الليل بقليل.. إضاءة الغرفة خافتة جدا.. قطتى مستلقية على ظهرها إلى جوارى و متوسدة قدمى.. شعرى متناثر حول رأسى و السماعات تغلف أذنىّ باحكام.. نملة مقاتلة تعبر سريرى فى إصرار متوجهة إلى مكان ما. المروحة تمارس عملها فى جعل جو الغرفة أرحم. الجميع فى بيتى استسلم للنوم إلاى -على قولة الست فيروز-..كل شئ يبدو هادئ .. لذا سأثرثر

عن أى شئ؟... لا أعرف بعد. أمامى أقل من ساعة لأذهب إلى النوم.. و أقل من ساعة هو وقت أقل من اللازم لفعل أى شئ

توتا -قطتى- تحرك ذيلها فى عصبية. عيناها مفتوحتان إلى نصفيهما تقريبا و جفنها الرامش يتحرك فى سرعة تبدو لمن لا يعلم أنها تحلم مخيفة. تتقلص فى خفة و يبدو عليها القلق و التحفز. تقاتل قطا ما من الواضح. أربت على جانبها و أضم ساقيها إلى بعضهما لأغطى بطنها المكشوف لاعتقادى أن هذا سيعزز من موقفها القتالى. بطن القط هى نقطة ضعفه الأبرز. تصدق نظريتى عندما تهدأ قليلا و يعود تنفسها للانتظام.


عم كنا نتحدث؟.. لاشئ؟.. حسنا. لنكمل إذا

آاا.. استيقظت للتو.. يبدو أن التدوينة ستكون عنها اليوم..لامؤاخذه يعنى .. تعلو وجهها ابتسامة ما أو هكذا تعتقد كل سيدة قطط مخرفة مثلى. أقبلّها فتخمش أنفى فى دلال ثم تعض إصبع قدمى و تكمل نومها كأن شيئا لم يكن

هل أحدثكم عن العزلة؟ ..  سقمى الذى لا أنوى التخلص منه.. أم أحدثكم عن الوحدة التى لا تلبث أن تتحول بالوقت إلى توحد يصعب معه أن تستلطف فعلا رفقة أحدهم

الأشخاص و الأشياء التى تفرغ روحك من الروح كلما اقتربت منك؟

تؤ.. لندع الأحاديث التى تبدو حزينة لوقت لاحق

أم أحدثكم عن أننى تجاوزت موعد نومى و سأبدو كأحد شمامى الكلة فى الصباح؟

الحديث عن افتقادى للشتاء و شكشك يبدو حديثا محببا 

الحديث عن حاجتى للجلوس بجوار أحدهم و إخراج كل ما فى جعبتى من حديث و استنتاجات و تنظيرات و أمنيات بدون أدنى مقاطعة أو ردود غبية يبدو فى غاية اللطف أيضا

أحدثكم عن ولعى الغريب بالخواتم الفضية من الحقبة السلتية أم عن خوفى من الإصابة ب"ألزايمر"؟


ثلاث دقائق و تنتهى مهلة (الأقل من ساعة) .. سأذهب للنوم ربما و لنؤجل نشاط الحديث -المخيف هذا- إلى وقت لاحق

No comments: